السياحة و الأثار

ضاحية المعادى

احجز مساحتك الاعلانية

طارق بدراوى

ضاحية المعادى الجميلة الراقية والهادئة تقع جنوب القاهرة قبل ضاحية حلوان بحوالي 15 كم وتطل علي الضفة الشرقية لنهر النيل وتعتبر من أشهر ضواحي القاهرة ومن أرقي المناطق السكنية بها ويربطها بوسط المدينة الخط الأول لمترو أنفاق القاهرة الكبرى وطريق الكورنيش وتتميز كثير من مناطقها البعيدة عن وسط المعادى بالهدوء والخضرة واﻷشجار العالية المعمرة ومنازلها وفيﻻتها التي ﻻتتعدى دورين أو ثﻻثة ويعود الفضل في إنشائها إلي الخديوى إسماعيل عندما فكر في إنشاء ضاحية حلوان التي تقع جنوب القاهرة بحوالي 25 كيلو متر وجنوب المعادى كما أسلفنا كمنتجع سياحي استشفائي لتواجد عيون مياه كبريتية بها ودفء جوها خلال فصل الشتاء وبني فيها قصرا لأمه سمي قصر الوالدة باشا عام 1877م مما شجع الكثير من أفراد العائلة الحاكمة والأعيان والأثرياء علي بناء قصور وفيلات لهم بها والانتقال للسكن بها وقد استدعي ذلك إنشاء خط سكة حديد لربط الضاحية الجديدة بالمدينة الأم والذى تم الإنتهاء منه عام 1889م في عهد الخديوى توفيق وتم تسميته بمترو حلوان وهي التسمية المعروف بها حتى الآن …..
وباستكمال إنشاء خط السكك الحديدية بدأ بيع الأراضي علي طول هذا الخط مابين القاهرة وحلوان وأسفرت عمليات البيع هذه والتي تمت في اواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الميلاديين عن حصول أسرة موصيرى أحد زعماء الجالية اليهودية في مصر في هذه الفترة علي مساحات كبيرة بالمنطقة التي تأسست فيها ضاحية المعادى وتم تكليف الضابط الكندى الكسندر ادامز بالتخطيط لإنشاء تلك الضاحية كحي سكني ذى نسق واحد علي الطراز الإنجليزى من خلال شبكة الشوارع المستقيمة والمتعامدة علي بعضها وعلي أن تكون المنازل عبارة عن فيلات ذات طابقين أو ثلاثة وتحيط بها حديقة من جوانبها الأربعة وتم تسميتها بالمعادى نظرا لوجود معدية لعبور النيل أمامها وتم إنشاء نادى رياضي بالضاحية أطلق عليه إسم المعادى سبورتنج والذى يعود تاريخه إلي عام 1921م والذى أصبح الآن إسمه نادى المعادى الرياضي واليخت وانشئت به ملاعب للجولف والكروكيه والهوكي والفروسية وحمام سباحة بالإضافة إلي الحدائق والمسطحات الخضراء ومباني المطاعم والضيافة كما قام المهندس الأمريكي فرانك شومان مابين عام 1912م وعام 1913م ببناء أول محطة للطاقة الحرارية الشمسية لزوم تشغيل مضخات لضخ مياه نهر النيل لرى الأراضي الزراعية المجاورة لضاحية المعادى وخاصة المزروعة قطنا
وكذلك أنشئت محطة علي خط مترو حلوان في مركز الضاحية الجديدة سميت بإسم محطة المعادى كان يتوقف المترو عندها وهو في طريقه إلى حلوان لخدمة سكان الضاحية ومن شرق وغرب المحطة كانت تتفرع شوارعها الرئيسية وكانت في البداية تأخذ أسماء مؤسسيها وأسماء أول من سكنوا بها مثل شارع موصيرى وشارع قطاوى وشارع أدامز وهكذا ولكن تغير هذا بعد ذلك وأصبحت الشوارع تسمي بالأرقام فكان شرق محطة المترو شارع 9 والذى يمتد من أول المعادى إلى آخرها موازيا لخط المترو و شارع 10 وشارع 11 وهكذا وغربها شارع 7 وشارع 6 وشارع 5 وشارع 100 وشارع 101 وشارع 103 وشارع 104 وشارع 105 وشارع 150 وشارع 151 وشارع 152 وهكذا ومع التوسع العمراني في الضاحية أنشئت أولا محطة جنوب محطة المعادى سميت ثكنات المعادى ثم أنشئت محطة شمالها سميت محطة حدائق المعادى وقبل إنشاء كورنيش النيل الموازى لنهر النيل والذى يمتد بطول القاهرة من أول مدخلها الشمالي من ناحية شبرا الخيمة وحتي حلوان في جنوبها كانت المعادى ترتبط بالقاهرة بطريق ضيق يسمى طريق مصر حلوان الزراعي كان يمتد من المعادى وحتي مصر القديمة والذى مايزال موجودا حتى اليوم
وقد توسعت الضاحية علي مدى السنين الماضية تدريجيا ففي البداية امتدت المعادى ناحية الجنوب فتم إنشاء منطقة دجلة وفي بداية السبعينيات امتدت المعادى ناحية الشرق فأنشئت منطقة المعادى الجديدة وتلتها منطقة زهراء المعادى ومدينة المعراج قرب الطريق الدائرى واتخذت المباني في تلك المناطق طرازا معماريا غير الطراز المعمارى للضاحية الأم حيث المباني بها عبارة عن عمارات سكنية 5 أو 6 أدوار أو أبراج 12 دور أو أكثر تجمع بين النشاط التجارى في أدوارها السفلية والسكني في أدوارها العلوية ولا يفوتنا هنا أن نذكر إن المعادى منذ تأييدها كان بفضل أغلب الأجانب المقيمين في مصر السكن بها وزاد عددهم بكثرة في فترة الحرب العالمية الثانية ووصل أعدادهم بها إلى أكثر من 100 ألف نسمة والبعض منهم استوطن بها ولم يعد إلى بلاده وفضل الإقامة في مصر
ومن أهم معالم المعادى القديمة محمية وادى دجلة شرق المعادى والواقعة في الصحراء الشرقية ويعود تاريخها إلى حوالي 60 مليون سنة ومحمية الأشجار المتحجرة والمتواجدة علي بعد حوالي 18 كيلو متر شرق المعادى شمال طريق المعادى العين السخنة قرب مدينة القاهرة الجديدة والتي تعتبر أثرا جيولوجيا نادرا يعود عمره أيضا لملايين السنين وكنيسة السيدة العذراء علي النيل والتي شهدت جزء من مسار العائلة المقدسة عندما وفدت السيدة مريم ومعها إبنها المسيح إلي مصر من فلسطين هربا من الرومان وكذلك مسجد الفاروق وهو أقدم مساجدها والذى تم بناؤه عام 1939م في عهد الملك فاروق والذى قام بافتتاحه ولذلك سمي بإسمه وأيضا نظرا لإقامة عدد كبير من اليهود في المعادى في بداية نشأتها فقد تم تأسيس معبد يهودى بها ومايزال موجودا حتى اليوم
ومن معالمها الحديثة مسجد الفتح الذى تم تشييده عام 1972م وافتتح عام 1974م ومستشفى المعادى للقوات المسلحة ومكتبة المعادى العامة وأكاديمية السادات للعلوم الإدارية ومبني المحكمة الدستورية العليا ومبني معادى جراند مول الذى تتجمع داخله مجموعة كبيرة من المحﻻت التجارية المتعددة اﻷنشطة كما تم إنشاء فرع لنادى المعادى وفرع لنادى الصيد ومول معادى سيتي سنتر والذى يضم متجر كارفور والعديد من المطاعم والكافتيربات والمحلات التجارية وتقع جميعها علي الطريق الدائرى بالمعادى كما تم إنشاء نادى جديد جنوب شرق المعادى هو نادى وادى دجلة
وتتواجد بالمعادى مجموعة من الفنادق مختلفة المستويات حيث يوجد فندق سوفيتيل فئة الخمس نجوم ومعادى أوتيل وكايروتيل فئة الأربعة نجوم وفنادق بيرل أوتيل وهوليداى فئة الثلاثة نجوم كما فضلت الكثير من الدول الأجنبية تشييد سفارات لها بالمعادى حيث توجد اليوم بالمعادى عدد 26 سفارة أجنبية منها سفارات اليابان والمكسيك ومنغوليا وأيضا توجد بالمعادى محطة الأقمار الصناعية التي تربط مصر بالعالم الخارجي من خلال بث واستقبال القنوات التليفزونية الفضائية وكافة الإتصالات التليفونية الدولية بين مصر ودول العالم
وترتبط المعادى بمناطق مدينة نصر ومصر الجديدة عن طريق اﻷوتوستراد وكذلك يربطها الطريق الدائرى بمناطق التجمع اﻷول والثالث والخامس وكذلك يربطها بمدن الرحاب ومدينتي والشروق وبدر والواقعة شرق القاهرة وأيضا يصلها الطريق الدائرى بطريق العين السخنة وبطريقي السويس والإسماعيلية الصحراويين من جهة الشرق وبطريق مصر إسكندرية الصحراوى وطريق الصعيد غرب النيل من جهة الغرب
وجدير بالذكر أن ضاحية المعادى كانت دائما ما تجذب مخرجي السينما لتصوير مشاهد التصوير الخارجي بها نظرا لهدوئها وخلو شوارعها من المارة في الماضي وكذلك في داخل نادى المعادى ومن الأفلام التي تم تصوير أجزاء منها بضاحية المعادى وبنادى المعادى أفلام كرامة زوجتي وحبيبي دائما والبحث عن فضيحة وأحلى الأوقات والارهابي ودكان شحاتة والمصلحة وآسف علي الإزعاج كما لاننسي أن نذكر بعض من الشخصيات المعروفة التي سكنت بالمعادى مثل إبراهيم باشا عبد الهادى رئيس الديوان الملكي ورئيس الوزراء قبل ثورة عام 1952م ورئيس الوزراء السابق المهندس إبراهيم محلب والوزراء عبد الوهاب البرلسي وكان وزيرا للتعليم العالي وبدر الدين أبو غازى وكان وزيرا للثقافة وحامد السايح وكان وزيرا للإقتصاد والدكتورة عائشة راتب وكانت وزيرة للشئون الإجتماعية ومحمد عبد الحميد رضوان وكان وزيرا للثقافة وحمدى البنبي وكان وزيرا للبترول ومن الشخصيات العامة الدكتور أسامة الباز والكاتب محمود سالم ومحمد توفيق عويضة رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الأسبق والدكتور صبحي عبد الحكيم رئيس مجلس الشورى في عهد الرئيس أنور السادات والدكتور عوض الله المر رئيس المحكمة الدستورية العليا الأسبق والممثل القدير صلاح قابيل والمذيع التليفزيوني أحمد سمير وزوجته المذيعة التليفزيونية سهير شلبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى